اعلن مكتب مكافحة مخدرات الناصرية، اليوم الاربعاء ، انه ” ومكتب مكافحة مخدرات الشطرة وبناءا على معلومات استخبارية دقيقة تمكن من إلقاء القبض على متهمين اثنين بحيازة الأقراص المخدرة بقصد المتاجرة وضبط بحوزتهما كمية كبيرة من الاقراص المخدرة” .
ولفت مدير قسم مكافحة مخدرات ذي قار العميد الحقوقي ناظم لويز ، ان” القوات الامنية ضبطت بحوزة المتهمين (900) قرص مخدر من النوع المعروف محليا بالكبتي ” ، مشيرا الى” عرض المتهمين على قاضي التحقيق المختص وقرر توقيهما استنادا لإحكام المادة (28) من قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017″.
يشار الى ان العراق وإلى وقت قريب يعد البلد الأنظف في العالم من حيث تعاطي المخدرات وإدمانها أو الإتجار بها بحسب تقارير الأمم المتحدة، ولكن وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 انقلبت الأمور رأسًا على عقب؛ حيث أصبح العراق ممرًا ومعبرًا للمخدرات القادمة من الدول المنتجة باتجاه المستهلكة مع ورود أنباء مؤكدة تفيد بزراعة المخدرات، وتعاطيها، والإتجار بها، وانتشارها بين شريحة الشباب، ولا يختلف الحال كثيرًا مع تعاطي الخمور التي استشرت بدورها بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة.
يذكر ان مزارع سّرية لنبات الخشخاش، قد تم العثور عليها قريبًا من بعض القواعد العسكرية الأمريكية بعد إخلائها شمالي بغداد فيما عثر على مزارع أخرى للحشيشة، بين محاصيل قصب السكر والذرة جنوبي العراق.
بعضهم عزا ظاهرة انتشار زراعة المخدرات إلى أمور عدة يأتي في مقدمتها الأرباح الطائلة التي يحققها هذا النوع من الزراعة، إضافة إلى أن هذه النباتات لا تحتاج إلى عناية زراعية تذكر، فهي نباتات مقاومة بطبيعتها، وبإمكانها النمو في أصعب الظروف البيئية والمناخية.
أضف إلى ذلك أن ارتفاع تكاليف الزراعة في العراق ورفع الدعم الحكومي عن الفلاحين، أدى إلى تحول بعضهم إلى زراعة مثل هذه المحاصيل المدمرة، كتعويض عن بعض ما خسروه، فضلًا عن سيطرة بعض الميليشيات المسلحة على مزارع المخدرات لما تجنيه من أرباح هائلة توظفها لاحقًا لمصالحها، بل إن النزاعات العشائرية المسلحة الأخيرة في محافظة ميسان والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات تبين أن واردات المخدرات المزروعة أو المهربة أحد أبرز أسبابها، في حين يعزو بعضهم الآخر السبب إلى وقوع العراق بين الدول المنتجة للمخدرات والمستهلكة وسط غياب الرقابة المطلوبة على الحدود فتح الأبواب على مصاريعها لدخول المخدرات وتهريبها بل وزراعتها وتصنيعها أيضًا، بدءًا بحبوب الهلوسة وانتهاءً بالخشخاش، والقنب الهندي، والأفيون، والترياق، وهذا الأخير يدخل إلى العراق عن طريق بعض الزوار الإيرانيين إلى العتبات الدينية.
ليست هناك تعليقات: