العراق

دولية

محلية

رياضية

صحة وجمال

ثقافة

رحيل .. عمار عباس

كانت ليلة كئيبة تلك التي عشتها بعد نقل والدتي الى المستشفى لوعكة ألمت بها , ولطالما كانت تراودها وخاصة خلال السنوات القليلة المنصرمة , لكنها تعوّدت دائماً أن تتخطى بأقدامها الجراح وآلام الداء الذي أخذ ينهش صحتها بغير رحمة .
منذ كنت صغيراً إستحوذت على تفكيري طبيعة أمي فهي كانت دنيا واسعة من العطاء وقلباً يفيض حناناً غمر الجميع , فعتبة دارنا كانت ولا تزال شاهد حق لها فكلما طرق بابنا أحد المحتاجين , إلاّ وتراها مستعدة أن تعطيه أي شيء حتى ألعابي البسيطة أو ملابسي الصغيرة .
وفي كل مرة يفيض فيها عطاء أمي حتى يصل الى مقتنياتي وألعابي التي طالما تهب جزء منها لأطفال محتاجين أو فقراء كانت أمهاتهم تصطحبهم معهن .
 لذا كانت تستنفر في داخلي الأحاسيس وتستفزني المشاهد حتى أسأل نفسي هل أنّ أمي لاتحبني وتفضل هذا الطفل الغريب عليَّ لتعطيه ألعابي أو ملابسي ....؟ 
ولكن سؤالي هذا سرعان مايتلاشى أمام حقيقة أمي ومساحة نبض قلبها الذي إحتضن سماوات بعيدة من العواطف الصادقة .
قلبي الصغير لم يكن أبداً مثل قلب أمي , لذا لم أستطع التمييز الأكيد بين تصرفاتها في ذلك العطاء المادي المتمثل بمساعدة الآخرين , والمعنوي الذي يغمرنا نحن أولادها بحنانه ومحبته .
وفي تلك الليلة التي تحوّلت الى كوابيس وليلٍ داجٍ مؤلم من التفكير المتعدد الإحتمالات رفعنا قلوبنا جميعاً بالدعاء للواحد الأحد .
أيامٌ مرّت وهي تحتضن سرير المرض هذا والذي لم يكن الوحيد من بين أسرّة تلك الردهة العابقة بآلام المرض وتهدجات شجونه , كلما جئت لهذا المستشفى لترتطم نظراتي بوجهها الباسم مودة ورحمة , أطمئن لأنها تتكلم فأحمد الله .
وفي يومٍ ثقيلٍ كنت لديها لم تكلمني كالمعتاد , أنصتُ بكل إهتمامٍ لها , سمعتها منشغلة بالدعاء لمريضةٍ كانت تتألم بجنب سريرها , عندها علمتُ جيداً كم كانت أمي عظيمة حتى وهي تودع آخر اللحظات قبل الرحيل .

اغتيال الامام علي والمجرم المتخفي - الكاتب /اسعد عبدالله عبد علي

اغتيال الامام علي والمجرم المتخفي
الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
كان القرار الاساسي لأعداء الاسلام المتخفين مما كانوا ثمار السقيفة (شيوخ بني امية, وكبار خط السفينة والمنافقين) هو: اغتيال الامام علي (ع)! حيث كان يمثل لهم الخطر حقيقي على كل مكاسبهم التي جنوها خلال 25 عام, بعد انبثاق وجودهم يوم سقيفة بني ساعدة, فتحولوا الى اسماء مهمة, وحكام وامراء وتجار واهل القرار في مصير الامة الاسلامية, كل هذا من صعب التنازل عنه, فمكاسب السقيفة كانت كبيرة جدا ودفعت بهم الى الواجهة, لذلك بعد فشلهم في حروبهم الثلاث ضد الامام علي (الجمل وصفين والنهروان), كان القرار هو اغتيال الامام علي (ع) لحماية وجودهم السياسي والاقتصادي.
لكن الاهم عندهم ان لا يتم اتهامهم بالاغتيال, حيث كان يجب ان يتم الامر على يد طرف ثالث لا يعلم بمن يحركه.
• لمحة عن معاوية بن هند
عرف عن معاوية بن ابي سفيان شهرته بالخبث والدهاء والمكر! فهو اكبر مخادع في التاريخ الاسلامي, وكيف لا وهو سليل اقذر عائلة في التاريخ العربي, حيث امه هند بنت عتبة, ذات السيرة النتنة, والتي ختمتها بإغواء وحشي ثم أكل كبد الحمزة بن عبد المطلب (رض), واما ابوه فهو قائد المشتركين, والمعاند الاول للإسلام, وقد دخلت هذه العائلة النتنة للإسلام شكليا, ثم لاحقا ذابت مع خط السقيفة لتجني مكاسب ما بعد رحيل الرسول الخاتم (ص), وكانت قضية معاوية الاساسية هي الانتقام لهبل, والسيطرة على الحكم الاسلامي بهدف حرف مسار الامة, وجعل عقيدة الامة خليط ما بين افكار الشرك واليهود.
وكل هذا لا يتم مع وجود ال محمد, فكان يجب ان يغتال الامام علي (ع), كي تكون الامور متيسرة لتحقيق حلم اجداده المشركين وذيول خيبر.
• تفاصيل خطة الاغتيال
كان الاتفاق بين معاوية وخط السقيفة ان يتم ازالة الخط المحمدي عن الساحة, وايقاف عجلة الاصلاح التي شرع بها الامام علي (ع), او اي مسعى اصلاحي مستقبلي, لذلك قامت سلطة السقيفة بوضع معاوية على امارة الشام مدة 25 عام, ولم تطله التغييرات التي طالت باقي ولايات الدولة الاسلامية! وحتى اختياره لأمارة الشام كان من دون استحقاق, فهو لا يملك سابقة بالإسلام, ولا فضل له, ولا تاريخ مشرف, لكن تم تسليمه الشام لتكون حصنه الخاص, وقد عمل بجد على وضع اسس دولته المستقبلية, دولة الجور, وقد كان معاوية واقاربه شريكا اصيلا في كل فتن ما بعد رحيل الرسول الخاتم (ص), يفعلون كل ما يضر الاسلام والمسلمين, لذلك كان هدفهم الرئيسي في عام 40 للهجرة هو: انهاء حياة اسد الله الغالب.
وقد قام معاوية باستخدام وسيلة خبيثة كي يبرأ نفسه من اي تهمة مستقبلية باغتيال الامام علي (ع), حيث تم استغلال تطرف ثلاثة من الخوارج واحدهم ابن ملجم عليه اللعنة, لينفذوا رغبة معاوية من دون ان يدركوا, فكانت مسرحية محاولة اغتيال معاوية في نفس اليوم, ثم الحديث عن مخطط للخوارج بقتل الامام علي (ع) ومعاوية وعمر بن العاص, وتفشل محاولات اغتيال معاوين وابن العاص, كما مخطط لها, فيكون لهم الحجة انهم مثل الامام علي (ع) تعرضوا ايضا لمحاولات اغتيال وجميعها تمت بيد الخوارج, خدعة تمت بمهارة والى الان الكثير من المسلمين يصدقونها, فانظر لحجم مكر ابن هند.
وكي نبرهن عن المجرم الحقيقي والمحرك لأدوات الجريمة, فيسكون سهلا عبر الكشف عن المستفيد الاول من اغتيال الامام علي (ع), وهو واضح لكل صاحب عقل, فهو معاوية بن ابي سفيان ولا احد غيره, لكن الغريب ان تجد البعض ممن يحسبون على العلماء او الكتاب او اهل العلم والثقافة يدافعون بكل قواهم عن معاوية!
• الهدف من هذه السطور
1- فضح المخطط لجريمة اغتيال الامام علي (ع) وهو معاوية بن ابي سفيان.
2- ان تفهم الامة ان ما فعله خط السقيفة كان من الكبائر بعيدا عن الشعارات.
3- ايضاح مكونات خط النفاق, والذي دعم وساند معاوية حتى يتحول الى ملك على الشام.
4- ايصال رسالة للأجيال الفتية لخطر تصديق كل ما يصلهم من كتب السلف فهي تحمل الكثير من الاكاذيب ومنها تضليل حقيقة معاوية بن هند وهو احد اكبر سفلة الامة.

من بريدِ أبي فرات إلى الجواهريّ فجرِ الشِّعرِ وضُحاه/الشاعر اجود مجبل


في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من تموز من عام 1997 غادرنا في دمشق الجواهري الكبير في رحلته الأخيرة ، الجواهري ليس شاعرا فقط هو أرشيف ثقافي وصحفي واجتماعي للأمة العراقية على امتداد القرن الميلادي العشرين
( من بريدِ أبي فرات )
إلى الجواهريّ 
فجرِ الشِّعرِ وضُحاه
…………………
نوافذُ زارتْهُ
قُبيلَ انسكابـــــــــــــهِ
وحشْدُ شُجيراتٍ
مرَرْنَ ببابــــــــهِ
يُلَوِّحُ للآتينَ
كالماءِ صوتُــــــــــــــه
ومنفاهُ رملٌ ضالعٌ في سرابــــــــهِ
فلا شُرفةٌ في القلبِ
إلاّ وأُرجِئَتْ
ولا أُفُقٌ
إلاّ احتسى من ضبابـــــــهِ
يُجمَّعُ أغساقاً تساقطنَ حــــــوله
ليبنيَ ليلاً
يحتفي بارتكابـــــــــــهِ
مَلامـــــحُه نهريّــــــــةٌ
وبقـــــلبهِ قُـرًى
كمْ أضاءَتْها مرايا عذابـــــــــهِ
يوزِّعُ عشبَ التسمياتِ
بدهشــةٍ
على وطنٍ
يسقي زهورَ ارتيابــــهِ
على يدِه
كانت تتوبُ مدائــــــــنٌ
وتخشعُ أنهارٌ
بضوءِ اكتآبـــــــــــــهِ
أصابعُه يا حِنطةَ الفقدِ ،
بيـــــــــدرٌ على الريحِ
والفُقدانُ أجملُ ما بــــه
هناك هنا لا فرْقَ
فهو متــــــــيَّمٌ بتفّاحِ مَعناهُ
وخمرِ جوابـــــــــــــــهِ
خُطاهُ أباريقُ الذيوعِ
ووجـــــــــهُه عراقٌ عسيرٌ
مُثخَنٌ بترابــــــــــــــهِ
أبابيلُهم تَرميه أحجارَ وحشــــةٍ
فينهضُ عَنقاءً
برَغمِ خرابـــــــــــــهِ
**********
هو البرقُ طفلٌ يقتفيكَ
فضُمَّــــهُ
كِلانا فمٌ
يخضرُّ تحت سَحابـــــــــــهِ
وأنتَ رصيفُ المفرداتِ
يلمُّـــــــنا
ونخلٌ مُبينٌ
ساخرٌ من يَبابــــــــــــهِ
لنا وطنٌ مولايَ فيكَ
سهولُــــــه أشارتْ
إلى حزنِ الكُوى في هضابهِ
لنا مُدُنٌ
أنتَ اقتراحُ شروعِهـــــا
وإيماءةٌ
في رملِها المُتشابــــــــــــهِ
فيا شيخَنا المَنفيَّ عن طُرقاتـهِ
ولم تنطفىءْ يوماً
خيولُ اغترابـــــــهِ
بَقِيتَ لنا
عَبْر الليالي وهجسِها
نديمَ حُروفٍ
لم نُفِقْ من شَرابـــــــهِ
أضاءَ حريقُ الشعرِ
أرجاءَ روحِــه
وليس سِوى الترحالِ
عودُ ثُقابــــــــهِ
تمرُّ خُطوطُ العَرضِ والطولِ كلُّهـا
بأوراقِه
والبِيدُ مِلءُ ثيابــــــــــــــــــــهِ
فيا كوفةَ الأشياءِ ،
مُرَّي بقبـــــــرِه
فكلُّ أغانينا التَقَتْ في رِحابـــــــــــهِ
ويا كوفةَ الأضدادِ ،
كُوني نديمَــــــهَ
إذا نَسِيَتْ بغدادُ يومَ إيابـــــــــــــــــهِ
فأنتِ التي
مُذْ كانتِ الأرضُ طفلـةً
ولمْ يَقترِفْ بحرٌ
هديرَ عُبابــــــــــــــهِ
عرفتِ بعمقٍ
أنَّ للضوءِ قامـــــــــةً
كما في حُضورِ البرقِ معنى غيابــــهِ
فذا المتنبّي
مِن هُنا مَرَّ مُشمسـاً
فباحَ النخيلُ الفذُّ
عند اقترابــــــــــــهِ
وهذا عليٌّ
إذْ أريقتْ صلاتُــــــــــه
وفيها دَمٌ
مازال طعمُ عِتابـــــــــــــــهِ
يُصحّي جُموعَ النائمينَ على الثرى
ويُلقي عليهم
وردةً من كتابـــــــــــهِ
**********
أجود مجبل / آب / 2008
من ديوان ( يا أبي أيها الماء )

حزب الدعوة ... السقوط المُدوّْي !/ لؤي خزعل جبر



في زمن النظام السابِق، كان حزب الدعوة الإسلامية يرتسم في أغلَب المخيال الاحتجاجي الشعبي الشيعي العراقي بصورة فائِقةُ المثاليَّة : عمق فكري أصيل / بطولة إيمانية مبدئية / مشروع إنساني عراقوي . فما أن تذكر الدعوة حتى تتداعى في ذاكرتك صورة محمد باقر الصدر (1935-1980) وعبد الصاحِب دخيل (1930-1973) كرمزين أسطوريين للمعرفة والبطولة والنزاهة، وتستعيد : " فلسفتنا واقتصادنا والمدرسة القرآنية والإسلام يقود الحياة والأسس المنطقية للإستقراء " كإيقونات معرفيَّة، وتستدعي تاريخ طويل من الصراع الايديولوجي مع السلطات، ومواقف الصمود في أقبية التعذيب والذوبان مع المبادئ في أحواض التيزاب . وقد عشتُ ذلك بكل تفاصيله، على مدى (23) سنة، في قلب العراق، لا خارِجه، عندما كان لفظُ اسم الدعوة ومجرد التهمة به تعني التشرد والاعتقال والتعذيب الإعدام، وفي تلك الفترة قرأتُ تاريخه وسير رجالاته وتراثه الفكري بأجمعه !!!!
.....
إلا إنَّ حزب الدعوة الذي وصفتهُ كان مرتبطاً بواقع حزب الدعوة الإسلامية في المرحلة العراقية : (1957-1980)، مِن التأسيس إلى استشهاد الصدر العظيم، أما واقع الحزب في مرحلة الخارِج : (1980-2003)، فكان – بسبب القطيعة التواصلية – خارِج الذاكرة والعقل والوجدان إلا كظِلال للمرحلة العراقية، إذ لم تكن المعرفة بشخصياته ونشاطاته متاحة، بل ممنوعة، فباستثناء شذرات بسيطة هنا وهناك لا تتوفر معلومات عنه، ولذلك كان يَحضر في المخيال بتاريخه لا بواقعه، وبتطاول الزمن وتصاعد القمع والبؤس، ازدادت صورته التاريخية المخيالية مِثاليَّة، وازدادت التوقعات والتطلعات إلى مرحلة عودته برجالات غاية في السلامة والقوة والمبدئية والنزاهة، وعقليات تُترجِم الفكر الصدري - بعمق وإبداعية ومرونة ونقدية وواقعية ودولتية - لبناء دولة عادلة قوية نزيهة، تُخرِج الناس من واقعهم الكارثي إلى حياة الرفاهية الكريمة السعيدة !!!!
.....
جاء التغيير، وتوثَّبت التوقعات، وحانت لحظة الحقيقة في (2003)، فقَدِمَت وجوه جديدة شَدَّت العيون الباحثة عن الصدر والدخيل، كذوات وفكر ومواقف . تعاقَبَت السنوات وحزب الدعوة يوظف رصيده الرمزي في استقطاب الناس، فصور محمد باقر الصدر تصدَّرت المكاتب الرسمية وغير الرسمية، وصور شهدائه السابقين ملأت الشوارع، باسم الصدر وعشرات الدماء الزكية النازفة عبر عقود من الصراع الفكري والسياسي مع السلطات صَعَدَ الدعويون إلى منصات السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتغلغلوا في كل مفاصِل الدولة، ولا زالوا – حتى هذهِ اللحظة – يوظفون ذلك الرصيد الرمزي ! 
مرَّت السنوات، وحزب الدعوة في قمة هرم السلطة، والبلد ينجرف – سنة بعد أخرى – نحو هاوية مُرعبة، فساد شامل، حروب عبثية وموت هائل، تداعي كل المؤسسات الدولتية، شلل كامل في الصناعة والزراعة والتجارة، رثاثة فائقة في السياسة الداخلية والخارجية، تعملق البؤس والفقر والتمزق الاجتماعي، تدهور مخيف في المكانة الاقليمية والدولية للوطن والمواطن، وبتعبير كمال الحيدري : " أنتجوا فساداً ما بعده فساد في تاريخ العراق " !
وخلال ذلك لم يكن هناك – مطلقاً – وجود لحزب الدعوة الإسلامية الفكري العقائدي، بل شخصيات مُتعالية تعتقد وتردد – على نحو زائِف متصلب - بأنها الأعلم والأحكَم والأنزه، بينما هي لا تمتلك سوى اللفظية الخطابية الجوفاء، مع حضور طاغٍ للانتهازية والتسلطية والدوغماتية، فلا عمق فكري، ولا نزاهة مبدئية، بل العكس المطلق، رجال لا يفهمون أبسط مفاهيم الحياة، وغير قادرين على إدارة أبسط المؤسسات، مشغولون بمصالحهم وحاشيتهم، على حساب الملايين المعذبة، أسقطوا حياة ومكانة العراق، فسقطوا، ماتوا في الوعي والوجدان الشعبي، وبالنتيجة أسقطوا حزب الدعوة الذي يتحدثون باسمه ويدعون تمثيله، فكانوا سلطة – بالضبط – كما قال الصدر العظيم عن السلطة البعثية في ندائه الثالث : " إنَّ هؤلاء المُتسلطين قد امتهنوا حتى كرامة حزب البعث العربي الاشتراكي (حزب الدعوة الإسلامية)، حيث عملوا من أجل تحويله من حزب عقائدي إلى عِصابة " (14-19/7/1979) ! وبذلك حَدَث : السقوط المُدوّْي !!
.....
كثيرةٌ هي الدواعي التي دعتني لكتابةِ هذا المنشور، أهمها السحق المهول للإنسان العراقي، وثانيها الاعتزاز بالتراث الرمزي لحزب الدعوة الإسلامي، الذي شوَّهَهُ التافهون عبر المُتاجَرة بفكر ودماء رجالاته العِظام !!! يُحزنني أن أرى الجماهير العراقية المُحتجَّة وهي تُحرِق مكاتِب حزب الدعوة، ويغمرني الغَضَب والقَرَف عند سماع القيادي الدعوي عامر الخُزاعي يقول : " هؤلاء معتدين، مجرمين، آثمين، ويجب التصدي لهم بقوَّة ... كل جهة تصعد على أي مكتب لحزب الدعوة أو لأي مكتب إسلامي ثم تمزق صور الشهيد محمد باقر الصدر، هذه جهة إما داعشية أو بعثيَّة، وسيتم القصاص منهم " !!! أيُّ نذالةٍ هذهِ !!!!!! ألم تكتفوا من المتاجرة بفكر ودماء الصدر العظيم ؟! لقد أشبعتموه طعناً وتشويهاً وقتلاً، وأسقطتم تاريخاً من النضال الدامي لشخصيات عظيمة وحزب كبير !! أنتُم الداعشيون والبعثيون في الجوهر، وأنتم المعتدون المجرمون الآثمون الذين يجب التصدي لكم بقوة والقصاص منكم، وأولئِك الفتية – حتى وإن لم نتفق مع بعض أفعالهم – هم الدعويون في الجوهر، لقد سرقتم حياتهم وكرامتهم ووطنهم ومستقبلهم، وتركتموهم نهباً للموت والفقر والمهانة، وما خرجوا إلا للبحث عن أمل العدالة، ولا أشكُّ – لثانية واحدة – إنَّ الصدر العظيم لو كان حيَّاً لكان في مُقدِّمتهم، وأوَّل من ينزِع صِوَرَهُ عن واجهات مكاتبكم وجدران غُرفكم المُترَفَة !!!!!!!!!

مِن الدولة العميقة إلى حكومة الظِل الشعبية !!! لؤي خزعل جبر


الدولة العميقة Deep State : القوى غير المُنتخَبَة المُحرِّكة لسياسة الدولة، كالمؤسسات البيروقراطية والأمنية، والأيدولوجيات الحزبية، والشركات الاقتصادية . كالمافيات التركية واللوبيات الأمريكية . وفي العِراق بعد (2003)، وجدَت هذه الدولة بقوة، بسبب الانهيار الشامِل لكل مؤسسات الدولة السابقة، وتشظي القوى المجتمعية، مما جَعَل من البلَد - فائِق الثروات الطبيعية والبشرية - ساحَةً غالية مشرَعَةً للنهب، فتكوَّنت دولة عميقة مِن كِبار المُستثمرين ورجال الأعمال، وبدأت عملية نهب هائِلَة، بواجِهَةٍ من شخصيات سياسية رثَّة، وضِعَت في السلطة – التشريعية والتنفيذية والقضائية - لتؤمِّن مصالِح تلك الدولة العميقة فقط، كأحجار شُطرنج بيدِ لاعِبٍ مُحتَرِف، تتحرَّك بحسب ترتيباته، يحافِظُ عليها أو يضحي بها أو يستبدلها بحسب ما يخدِم استراتيجيته . ولذلك تفشل المحاولات الشعبية في تغييرهم، ومِن المُضحِك توجيه المَطالِب إليهم، أو مطالبتهم بالعقلانية والإصلاح والعدالة، فما هُم إلا واجِهات تافهة وهياكِل جوفاء وأدوات مجردة، ليس لهم رؤية ولا قدرة ولا إرادة، بل تُحرِّكهم وتتحكَّم بهم قوى متوارية خلف تسميات مُحايدة، قوى تستهدِف الثروة فقط، لا بناء دولة، بدليل استشراء الفساد الهائِل وانتشار المشاريع والاستثمارات الاستهلاكية وتنامي اقتصاد الحروب وتصاعُد معدلات الفقر، والموت الكامِل للزراعة والصناعة والتجارة العراقية ، وتداعي المؤسسات الدولتية، وتحولها إلى كيانات هُلامية . الوعي بهذهِ الحقيقة هي الخطوة الأولى للتغيير !
....
حكومة الظل Shadow Government : حكومة غير رسمية ودون قوة فعلية، تضم أعضاء من أكبر الأحزاب المعارضة للحزب الموجود في السلطة، تعمل على توجيه النقد للحكومة الحالية، وتطرح منظورات مغايرة، وتكون البديل المُحتَمَل في حال سقوط السلطة الحاكِمة . كحزب العمال البريطاني والحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني . وفي العراق بعد (2003)، لم توجَد هكذا حكومة، لأنَّ كل الأحزاب والقوى دخلت في حكومة " شراكة وطنية " ! إذ ليسَ هناك عملية سياسية حقيقية، بل الكل واجِهات لدولة عميقة، بوظيفة واحدة وهدف واحد، فلا خِطاب ولا مشروع مُغاير، إلا لجملة من القوى المجتمعية خارِج السلطة، تجلَّت في الكتابات النقدية لبعض المثقفين والاحتجاجات الشعبيَّة، ونقطة الضعف المُلاحظة عند تلك القوى عدم التحرُّك وفق رؤية محددة وعدم تقديم البديل . ولذلك في الوضع العراقي الحالي أرى ضرورة الالتفات لتكوين حكومة ظل شعبيَّة Public Shadow Government، كإبداع عراقي، حيث يعمل أولئِك المفكرون بالتفاعل مع المحتجين، على صياغة رؤية ومشروع لبناء الدولة : فلسفة ودستور وقوانين وسياسات ومؤسسات وشخصيات، يوجِّه الموجات الاحتجاجية الجماهيرية، بحيث لا تكون مُبعثرة وعبثية، ويكون – في حالة سقوط الحكومة الحالية سلمياً أو عنفياً – بديلاً مُنجزاً لتسلم السلطة . أعتقِد إن هذا الموضوع أصبح ضرورة مُلحَّة، وبدونه ستظل جهود تلك القوى العراقية هواء في شبك !!!!

الحل الوحيد لأزمات العراق / الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي

العراق يغلي والجماهير تملئ الشوارع, خرجت لتعبر عن غضبها وسخطها على كل الطبقة السياسية العفنة, فالظلم لا يطاق, عقود طويلة من التفريط بحق الإنسان, منذ عهد صدام ثم الجعفري وتبعه المالكي وأخيرا العبادي, فكلها كانت عهود من الظلم والقهر والإذلال للمواطن العراقي, نعم الأسلوب اختلف من حاكم الى أخر, لكن النتيجة واحدة, وهو حالة الظلم الكبيرة التي تسيطر على العراق, حتى أصبح العدل حلما خياليا, وعندما نسمع عن بلاد الغرب الكافر (كما ينعتها المتدينون)! وكيف ان العدل يتجسد في أجمل صوره, نحزن ونتحسر على امتنا التي دوما يحكمها الأوغاد وأولاد الحرام.
حاولت ان أفكر لحل ممكن ينقذ العراق مما هو فيه من سوء الحال, وحالة الفساد التي تضرب بكل مؤسساته الحكومية وطبقته السياسية,وحاولت ان أطبق الأفكار على ما هو متوفر, فوجدت هذه الفكرة للحل, لكن اولا يجب تثبيت قاعدة مهمة قبل الحل.

● الركن الأول للحل: اجتثاث الطبقة السياسية الحالية
اولا كقاعدة للحل لا يمكن الاعتماد على كل الطبقة السياسية الحالية, لأنهم مشتركين جميعهم في الفساد, فكل الأحزاب, وكل القادة, وكل البرلمانيين السابقين والحاليين, وكل منظومة القضاء, وكل المتزلفين لكل ما سبق, لا يمكن ان تنتج حلا, فهذه الطبقة هي أساس مصيبة العراق, ولن تغير شيء بتواجدهم, فلن يصلح شارع في حي طارق, أو تبني دار لفقير في الرشاد, فالحل ان أراد له ان يكون واقعا فيجب ان يكون بعيدا عنهم.
أو بتعبير أخر اجتثاثهم من دون أي استثناءات, كما فعلها المالكي مع البعثيين حيث استثنى ألالاف, عندها مات قانون الاجتثاث.

● الركن الثاني للحل: الدور المطلوب من المرجعية
ان يقوم السيد السيستاني بإقصاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد الصافي ألنجفي اولا, ثم يرسل نجله خطيبا في كربلاء فيلعن عبر شاشات التلفزيون حرمة الانتماء للأحزاب في العراق والى إشعار أخر, مع الإفتاء بإعلان شخص يكون ثقة المرجعية, يكون مكلف في تشكيل حكومة مؤقتة, مهمتها الأولى محاربة المفسدين, والاهم ان يكون كل رجال الحكومة من أناس ثقات ونزيهين وغير منتمين لأي حزب, وإعلان قائمة بكبار المفسدين في العراق وملاحقتهم ومنعهم من السفر, ودعوة الجماهير لمساندة مرشح المرجعية في تثبيت حكمه, وملاحقة الأحزاب ورجالها الكبار, مع مصادرة أموال الأحزاب وقادتها وكل الطبقة السياسية.

● الركن الثالث للحل: المهام الواجبة التنفيذ بسرعة
 يتمثل في المهمة الاهم في حل أزمة السكن والصحة والتعليم والبطالة, في فترة تحدد بأربع سنوات بحيث تنتهي هذه الأزمات, مع متابعة المرجع الأعلى للحكومة ورجالها, فيقصي كل من يثبت تورطه, ويدفعه للقضاء لمحاكمته, فلا يترك الأمور من دون مراقبة ومحاسبة.
مع إنشاء سلطة قضائية قوية مرتبطة بالحوزة, وتحت المراقبة من قبل المراجع والمجتهدين, ووجود سلطة قضائية نزيه يثبت ركن مهم للدولة للوقوف مستقبلا بوجه أي انحراف.

● الركن الرابع للحل: كتابة دستور جديد
ومهمته الاخيرة هي كتابة دستور جديد, يقيم العدل والرحمة للعراقيين, ويحفظ حق كل مواطن, فيشكل لجنة تكتب الدستور وتباركه المرجعية ثم تصوت عليه الجماهير لتثبيته, ويشترط فيه الوضوح, بدل الدستور الفاسد الذي وضعته الأحزاب للعراق, وكان منطلقا للتخاصم والفساد.
ويكون حكم العراق بالتعيين من قبل المرجعية لثلاثون سنة, وبعدها عندما يتشكل وعي للجماهير يفتح باب تشكيل الأحزاب, لكن بشرط الابتعاد عن الطائفية والإلحاد والقومية, وان توافق سلطة القضاء على منح صك التأسيس لأي حزب,ويجب ان لا يكون المشتركين من الطبقة السياسية الفاسدة التي تم ملاحقتها.

هذا الحلم لن يتحقق ألان, أدرك جيدا انه بعيد المنال, لكن لنحلم بتحققه في المستقبل, وقد يحتاج الآخرون للتذكير والتخطيط, وها نحن نذكر ونخطط عسى ان تلهمهم السطور لموقف بطولي يحفظه التاريخ, ويكون ثوابه عظيما عند الله, وتعود من خلاله الحقوق المسلوب على مر السنوات.

البطيخ و المجتمع /الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي


دخلت سوق الداخل وقت الظهيرة, وهو سوق يقع في إطراف مدينة الصدر (الثورة), وكان الطقس شديد الحر, وكنت مصمما على شراء بطيخة كبيرة كي يفرح الأطفال بها, اخترقت السوق والذي عمد أهله على جعل جزء من الشارع مكانا لعرض سلعهم, وتم هذا التجاوز بعلم السلطات التي تأخذ الرشوة وتسكت, فالدينار له وقع السحر حيث يغير القناعات ويقلب المواقف, وتمسك الباعة بالشارع بدل السوق يعود لقناعتهم التجارية, بان عرض بضاعتهم في الشارع يحقق لهم مبيعات اكبر.
لفت انتباهي رجل عجوز قرب جدار السوق حيث تتواجد أكداس النفايات, حيث شاهدته وهو يجلس قرب النفايات ويبحث بينها عن ما يمكن ان يؤكل, فان وجد شيئا وضعه في كيسه, وقد وجد بصلا وبعض الطماطم, بلد النفط هذا حال أبنائه, يبحثون في النفايات عن ما يحفظ كرامتهم ويسد جوعهم, تبا لكل الساسة وأحزابهم العفنة, التي بددت أموال العراق على شهواتها وملذاتها, وتركت الفقر يتسع ليصبح كبحر هائج يبتلع ألالاف.
بعد سير حثيث بين البسطيات وجدت تلال من البطيخ زاهي اللون, والبائع صاحب البطيخ ملتحي وملامح التقوى واضحة, أعطتني انطباع انه احد العباد مجهولين الاسم, وقررت ان اسأل عن السعر, فقال لي بصريح العبارة ( الحكة بألفين دينار), و"الحكة" هي وحدة خاصة لبيع البطيخ وتساوي أربعة كيلوغرامات, فتعجبت من السعر وقالت كلمة واحدة "معقولة"!
فحلف بكل المقدسات انه اقل من سعر باقي البائعين, واقسم جاهدا انه ليس طماعا ولا غشاشا وكل ما يطلبه الربح القليل ورضا الزبون, ثم راح يحدثني عن نوع البطيخ الذي يبيعه, وانه النوع الأفضل في السوق, واقسم علي الا ان اشتري منه,  وحلف مرات لا تعد من أني أنا الرابح من هذه الصفقة (صفقة البطيخ).
الحقيقة الرجل الملتحي جعلني اصدق كل كلمة مما يقول, فالتدين يشع من عينيه, فأخرجت محفظة النقود ودفعت له وان اشعر بالرضا, ووضعت البطيخة في كيس نايلون وعدت مسرعا للبيت, هربا من هذا الحر الذي لا يطاق, فقد سمعت ان الحرارة تجاوزت الخمسين درجة, لكن الحكومة تتكتم على الموضوع, فهي على الدوم خائفة من كل شيء وكما يقال المثل المصري (( ألي على رأسه بطحه يحسس عليه)).
فرح الأطفال بالبطيخة الكبيرة, وناشدوني ان نأكلها حالا, فجلبت السكينة وشققتها نصفين, فإذا بها بطيخة فاسدة, انزعج الأطفال, وحزنت كانت خيبة أمل لا توصف, وضعت نصفي البطيخة في كيس ورميتها في برميل القمامة, الحقيقة ان المؤلم في الموضوع هو الغش, فعلى الرغم من ان طقوس الدين تتوشح بها اغلب مدننا, وعلى الرغم من مشاركة الأغلبية في السلوك الديني الظاهري, لكن ينخر في مجتمعنا الانحرافات السلوكية, والتي تمثل وجه باطني مخيف يناقض الوجه الظاهري المنير, والغش احدها! فلا يهمهم الحلف بالمقدسات ما دام يجعلهم يبيعون أكثر, وان غفلت عنه لحظه خسر الميزان, كذب وغش وخيانة يتكرر مع كل صفقة بيع, ويتباهون الباعة فيما بينهم بطرق مكرهم وخداعهم للناس, فتيقنت ان علينا الانتباه دوما فنحن في غابة.
شيوع الكذب ليس مقتصرا على الباعة في السوق, بل هي حالة عامة, تبدأ من رأس هرم بالدولة العراقية وتنتهي الى أصغرها كبائع البطيخ في سوق الداخل, وقد قيل سابقا "ان صلح الحاكم صلحت الأمة, وان فسد الحاكم فسدت الأمة", فتصور معي فساد طبقة الساسة بكاملها, وفساد جميع أحزاب العراق, فهل تنتظر ان يكون الشعب حالة مغايرة لساسته وأحزابه؟ فالإمراض الثلاثة (الكذب-الغش-الخيانة) مستشرية في بلدنا! وما يحصل لنا من نكبات سببها هذه الإمراض, وعندما أفكر بعلاجها أجده أمر يقارب المستحيل, لان الحل يكمن في أمرين غير ممكن تحققها خلال عشرين سنة قادمة: الأول تواجد حكومة شريفة, والثاني تحول القانون من حالة الموت الى الحياة, عندها فقط ينصلح حال البلد, وتنير القيم الأخلاقية في سماء الواقع اليومي للمجتمع.
عسى ان يحدث أمرا ما خارج التوقعات, ويعيد سير القافلة من حالة التيه الى الطريق الصحيح.

نحتاج عودة حلف الفضول /الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي


قبل أكثر من إلف وأربعمائة عام وبالتحديد في زمن الجاهلية"كما يطلق عليه تصنيفا", برز تكتل الأثرياء في مكة, وهو يعتمد على دعم الأثرياء بعضهم لبعض, للحفاظ على تجارتهم وثرائهم, نتيجة لتطابق مصالحهم, وكانوا هم من يدعم النظام الفاسد القائم في مكة, من ظاهرة الربا والتجارة بالعبيد وحماية بيوت الرايات الحمر والأتجار بالخمر, فكان غياباً للعدل شبه كامل, فاتفق جمع من أهل مكة ممن يمكن ان نطلق عليهم "الطبقة المتوسطة" لمواجهة تكتل الأثرياء, فأعلن الجمع عن انبثاق حلف الفضول, وكان في الاجتماع إشراف القبائل ومنهم (بنو هاشم), وغاية الحلف المعلنة هو نصرة المظلوم والدفاع عنه, والعمل على استتباب الأمن في مكة.
فكرة مشرقة من زمن الجاهلية, في تشكيل حلف لنصرة المظلوم وتحقيق الأمان, لحفظ كرامة الإنسان.
في زماننا "الأغبر" يغيب العدل ويكثر المظلومين ويغيب الأمان! فالقانون معطل بسبب ضعف وفساد الحكومة, وهيمنة أحزاب السلطة, وحتى القوانين العشائرية هي لا تنصر المظلوم بل هي تنصر فقط أهل الثراء وابن العم حتى لو كان ظالما, ولا تحقق العدل فاغلب تشريعاتها تخالف الدين والبديهيات الإنسانية, وآلاف المظلومين لا من ركن يلجئون له, وأقولها وأنا حزين عندما نقارن بين زمننا وزمن الجاهلية, لأدركنا ان الجاهلية أفضل! بسبب تواجد حلف الفضول, إما نحن ففي صحراء واسعة من دون أي وسيلة أمان, فلا قانون حكومي مطبق ولا نظام عشائري ينصف المظلوم ويحقق الأمان, فالعار كل العار لحلف الأحزاب الحاكم الذي جعلنا نترحم على زمن الجاهلية.
أجد إننا اليوم ومع استمرار غياب سلطة القانون نحتاج الى حلف يشابه حلف الفضول في كل مدينة, يقوم به الطبقة الوسطى والفقيرة, وتنظم له العشائر في كل مدينة, فيكون هدفه الكبير حفظ كرامة الناس بحيث يهتم الحلف بنصرة المظلوم, وتحقيق الأمان للمدينة, فتتوقف الصراعات العشائرية حيث سيكون الحلف هو الفيصل والقاضي لحل النزاع سلميا, وينصر المظلوم مثلا شخص يتعرض لتسليب أو سرقة أو اهانة فالحلف يقف معه ضد الظالم مهما كان اسمه ولقبه, حتى ان الحلف يقف بوجه تمادي الجماعات المسلحة مستندا لتأييد الناس وحلف العشائر, وبهذه الطريقة يتقلص نفود الجهات التي تهدد أمان المواطن.
 الدعوة هنا لإعادة الحياة لحلف الفضول ليست نكتة, بل سببها تكاسل الطبقة السياسية وامتناعها عن فرض القانون, لتحقيق الأمان وحفظ كرامة الناس, والدعوة بالأصل هي لتعرية الطبقة السياسية الغارقة بالفساد, والتي انتهجت نهج الطغاة في الحكم في عملية سحق الناس وإذلالهم, إما حلف الفضول فجاء على النقيض فهو للاصلاح ولنصرة الناس وحفظ كرامتهم ومن دون مقابل, فهل نجد صدى لهذه الدعوة الصادقة لانتشال المواطن من كماشة الحكومة والأحزاب والقوى العسكرية.

Top